السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
دفاعا عن الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وعدالتهم في القرآن والسنة المطّهرة والنهي عن سبهم
بسم الله والحمد والشكر لله والصلاة والسلام على نبينا وصفينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه الطيبين الطاهرين، ان خير هذه الأمة بعد نبيها الكريم هم أصحاب فتح الله بهم بلاد المسلمين وبلغ بهم دينه للعباد.. فأتى بعدهم خلق تائهون منافقون يسبونهم ويلعنونهم وان ذلك- والله- من عظائم الأمور التي سيحاسبهم الله عليها أشد الحساب.
لهذه الأسباب هم أطهر البشر؟ واليكم هذه الدلائل على صحة الكلام..
عدالة الصحابة - رضوان الله عليهم -في القرآن
قال الله تعالى: «لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا» الفتح 18.
قال عبدالله بن أوفى رضي الله عنه «كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة متفق عليه.
وقال ابن حزم -يرحمه الله - : فما أخبرنا الله عز وجل انه علم ما في قلوبهم ورضي الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ولا الشك فيهم. «الفصل في الملل والنحل 4/116».
قال الله عز وجل: «محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود»«الفتح/29».
وقال سبحانه: «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم».«التوبة/100».
وغيرها من الآيات الدالة على عدالتهم، وتزكية الله واصطفائه لهم.
النتائج المترتبة على سب الصحابة - رضي الله عنهم -
*- الطعن في حكمة الله عز وجل، واتهامه سبحانه انه اختار لسيد خلقه وإمام أنبيائه - عليهم الصلاة والسلام - هؤلاء الأصحاب الفجرة الكفرة الفسقة كما يزعمون!!
*- تكذيب القرآن الكريم الذي نزل بالثناء عليهم والترضي عنهم في عشرات الآيات.
*- اتهام النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدم النجاح في تربية أصحابه، وغرس العقيدة فيهم.
*- القدح في ذات النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو القائل: «المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل» «أبو داوود وحسنه الألباني».
*- نزع الثقة في كل ما نقله الصحابة - رضي الله عنهم- من «قرآن وسنة» إذ ان الخبر لا يقبل إلا من العدل الضابط.
*- ومن أخطر النتائج ابطال الدين كله بتحطيم الرؤوس وضرب الرموز التي اخبرتنا به صحيح المؤلفات ونقلته الينا.
فاذا كانت هذه بعض النتائج المترتبة على سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهل يقول عاقل ان سبهم قربة إلى الله تعالى؟! لا ورب الكعبة، لا يقول ذلك إلا منافق ضال مضل.
وقد قال جابر بن عبدالله - رضي الله عنه -: لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - «ان ناسا يتناولون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى أبا بكر وعمر..! فقالت: وما تعجبون من هذا..! أولئك قوم انقطع عنهم العمل، فأحب الله ان لا يقطع عنهم الأجر.
نهيهم عن سب الصحابة - رضي الله عنهم -
*- بلغ عليا ان ان ابن السوداء تنقص أبا بكر وعمر، فدعا به وبالسيف، وهم بقتله، فكُلم فيه، فقال: «لا يساكنني في بلد، فنفاه إلى الشام».
وعن عبدالله بن الحسن - يعني بن الحسين بن علي بن أبي طالب - قال: «ما أرى رجلا يسب أبا بكر - رضوان الله عليه - تيسر له توبة».
*- وعن عمرو بن قيس قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: «برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما».
*- وقال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فيمن سب أبا بكر وعمر: «يضرب، وما أراه على الإسلام».
*- وسئل اسماعيل بن اسحق عمن سب عائشة فأفتى بقتله.
هذا وقد قال النووي: «وأعلم ان سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات، سواء من لابس الفتن منهم أو غيره، لانهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون «شرح النووي على مسلم».أمرهم بحب الصحابة - رضي الله عنهم
*- روي عن أبي جعفر - يعني محمد بن علي بن الحسن - قال: «من جهل فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة».
*- وعن عبدالعزيز - بن جعفر اللؤلؤي - قال: «قلت للحسن: حب أبي بكر وعمر سنة؟ قال: لا فريضة».
*- وعن مسروق قال: «حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة».
*- وعن أبي زرعة الرازي يقول: «سمعت قبيصة بن عتبة يقول: «حب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم سنة».
*- وعن إمام دار الهجرة مالك بن أنس قال: «كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمون السورة من القرآن».
رأي كبار رجال الدين الإسلامي بهذا الصدد..
فتوى الشيخ العلامة ابن باز - يرحمه الله - فيمن يسب الصحابة - رضي الله عنهم:
سئل:
ما حكم المشرع في نظركم فيمن يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال:
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، اما بعد:
سب الصحابة من المنكرات العظيمة، بل ردة عن الإسلام، من سبهم وابغضهم فهو مرتد عن الإسلام، لانهم هم نقلة الشريعة، هم نقلوا لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ وسنته، و هم نقلة الوحي، نقلوا القرآن، فمن سبهم وابغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية، نسأل الله العافية والسلامة.
وأخيراً أتمنى من اخوتنا في الإسلام العقلاء منهم والمثقفين ان يوجهوا الجهلاء من الناس والتائهين منهم في ركب هذه الحياة التي يظل فيها بعض الناس عن طريق الحق لطريق الضلال ويتبعون طرق مشينة تغضب الله سبحانه وتعالى كما تغضب نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتلقي بهم والعياذ بالله في نار جهنم خالدين فيها يوم يقوم الحساب
د. عبد العزيز يوسف الأحمد